Archer صاحب المنتدى
الجنس : عدد المساهمات : 484 السٌّمعَة : 41 تاريخ التسجيل : 17/03/2010 العمر : 35 الموقع : https://ghareeb.roo7.biz\ المزاج : الحمد لله ( سعيد ) تعاليق : " أشهد أن لا إله إلا الله
وأشهد أن محمد رسول الله "
**********************
"سبحـــــــــــــــــــان الله وبحمـــده
سبحــــــــــــــــــــان الله العظــــيم
وصــــــــلَ الله علـــــى نبينا محمــــد
وعلى آله وصحــــــــبه أجمعين"
لعب الأدوار تعارف: " غريب النمر "
| موضوع: كأنه قدر أن نهزم أنفسنا بأيدينا الثلاثاء 04 ديسمبر 2012, 8:59 pm | |
|
كأنه قدر أن نهزم أنفسنا بأيدينا
بقلم د. محمد رياض ٣/ ١٢/ ٢٠١٢
لأننا مشغولون بحيازة مصر ولا نرى أبعد من الطريق إلى دست الحكم، فقد تشابه البقر علينا وغامت أبصارنا عن الصدع الذى يفتتنا على البر والنهر والبحر! هل ضمير مصر قد غاب عما حدث فى مياه البحر المتوسط المصرية من مؤامرة حاكتها قوى اسرائيلية - غربية - قبرصية انتهت إلى تسليم حقول بترول وغاز مصرية بأسماء أخرى هى أفروديت وليفياثان، وتحول السفوح المصرية للجبل الغاطس أراتوستين إلى ملكية مناصفة إسرائيلية - قبرصية.
بدأت مصر الاستكشاف فى تلك المياه عام ١٩٩٩ بمنح امتياز تنقيب عرف باسم نيميد Nemed لشركة «شل» الهولندية، واشتراك بتروناس الماليزية والشركة المصرية القابضة للغاز. فى ٢٠٠٤ اكتشفت آبار على عمق ٢٥٠٠ متر باحتياطى غاز هائل أصبح فتحاً جديداً فى قيمة البحر المتوسط الشرقى، على أنه منطقة كبرى لإنتاج الغاز والبترول.
وفى ٢٠٠٣ رسمت مصر وقبرص حدود المنطقة الاقتصادية بينهما، بحيث أصبحت المنطقة الواعدة مصرية، لكن «شل» الهولندية ظلت سبع سنوات عجاف تراوغ وتتكاسل عمداً عن أى أعمال تنمية أو تنقيب حتى أعلنت انسحابها من الامتياز فى مارس ٢٠١١، دون تبرير.
وخلال تلك السنوات بدأت إسرائيل نشاطها تحت غطاء أبحاث علمية من الأحياء البحرية والمياه فى منطقة جبل أراتوستين من ٢٠٠٥ إلى ٢٠٠٨، ثم أعلنت اكتشاف حقل تمار «مياه لبنانية» ٢٠٠٩ وحقل لفياثان الضخم فى جبل أراتوستين ٢٠١٠ «مياه مصرية»، وفى ٢٠١١ أعلنت قبرص حقل غاز أفروديت الهائل أيضاً فى النطاق المصرى من الجبل.
هكذا تتم لعبة الشركات بالاقتصاد والسياسة، فلابد أن «شل» الهولندية وقعت تحت ضغوط إسرائيلية - غربية، لمنع تملك مصر تلك الحقول الهائلة، رغم التناغم السياسى بين مصر والغرب وإسرائيل فى تلك الفترة، الهدف الأساسى ضم مصادر الطاقة هذه لإسرائيل بديل اعتمادها على الغاز المصرى، رغم معرفتها أن الحقول فى مياه متنازع عليها، فالمهم هو الحصول الآن على موارد الطاقة، حتى يأتى حكم دولى، بعد سنوات طوال غالباً، بتناصف الحقول إذا رفعت مصر القضية للمحكمة الدولية!!
الموقف متفجر، فاليونان وقبرص فعلاً تحاصران المياه التركية، والأغلب وقوف روسيا مع قبرص، والوضع السورى متأزم بين الغرب والشرق والحركات الإسلامية وتركيا، ودول الربيع العربى مرسومة بتوجهات إسلامية قد لا تجد تأييداً كاملاً من معظم دول الخليج العربى الغنية، فما بالنا بموقف القوى الغربية والروسية منها. تلك إذن مياه ملغومة بكل التناقضات والمصالح، والفائز بها، دون شك، إسرائيل التى قد تدخل منتدى الدول المصدرة للطاقة، على حساب مصر وعرب كثيرين.
فهل تدخل الصين لمساعدتنا وعلى أى أساس؟ هل هو المساعدة التكنولوجية كبناء سفن حفارات المياه العميقة أم باتفاقات لتطوير حقول غاز مصرية كثيرة فيما تبقى من المياه الاقتصادية، دون الدخول فى معارك مع الشركات - الغربية الإسرائيلية؟ معروف أن للمعارك الاقتصادية حدوداً، لأن المصالح المالية والسوقية متداخلة متشاركة، بغض النظر عن المواقف السياسية.
ما دور مصر الآن؟ هل ندخل مفاوضات مباشرة مع إسرائيل وقبرص؟ هل نعد طاولة المفاوضات بجدارة أم باستعداد قليل كما حدث فى مياه النيل وتنفيذ إثيوبيا مشروعاتها كأمر واقع؟ أعتقد الأوفق تحرك مزدوج أوله وأهمه حل مشكلة المياه المتنازع عليها مع إسرائيل وقبرص، والثانى ضرورة ترسيم حدود المياه الاقتصادية لكل دول شرق المتوسط، فى مفاوضات شاقة بين جبهتين إحداهما مصر وفلسطين ولبنان وسوريا وتركيا وليبيا والأخرى إسرائيل وقبرص واليونان، فى الجبهة الأولى ستكون المفاوضات شاقة بين مصر ولبنان، فى مواجهة إسرائيل وقبرص، وكذلك ستكون شاقة، وربما شبه مستحيلة، بين تركيا وسوريا ضد اليونان وقبرص، فضلاً عن مأزق العلاقة السورية - التركية، أياً كانت نتيجة الأزمة السورية الحالية.
هل نسمع موقفاً مصرياً حازماً واضحاً، فالمشكلة هى حدود الوطن وثرواته!!
| |
|