في البدء كانت القصّة ...مجرّد كلمات تدور حول شيء يسمى الحكاية ..(قبل أن
تولد بحث صاحبها عن رحم تؤويها وكان يقول :من يعرف حكاية تكن نطفة
لقصّتي؟)وولدت القصة فقال البعض :إنذها تشبه أباها بأنفها المعقوف كمنقار
نسر وقال المغرضون إنّها تشبه أمّها التي لا اصل لها وقال من آثر الوقوف
على الرّبوة :هي بنت زمانها: قصيرة لا تفتقر إلى طّول وجميلة فرعاء وعجزاء
هيفاء ورعة ولعوب آية وفتنة وهي في الآن نفسه موجودة وموهومة ,
وكبرت الآنسة قصّة ونمت لها أحداث تعرب عن أنوثة صارخة وزيّنت وجهها حبكة
لا قبل للأتقياء بالنّظر إليها .وبانت في ضحكاتها فتنة الأزمنة والأمكنة
وإذا مشت سمعت لها تواقيع الجناس وإيقاعات الطباق وأجراس السّجع غير انّ
المحبّ لا يقبض منها إلاّ على الرّيح ...ريح ...ريح
كبرت قصّة وأوشكت أن تتغيّر ملامحها الفاتنة فمالت أحداثها إلى نهايتها
.قال أبوها :فلنزوّجها من يكنفها ...وتمّ الزّواج من الواحد المتعدّد فكان
يمدح حين يذمّ ويدلل حين يُذِلّ ويفْرِح حينَ يحْزِنها ويقتل حيث يعْييها
وفي النّهاية ماتت قصّة كشجرة الموز ولكنّها تركت في مكانها قصّة وظلّ الأب
يبحث عن رحم تؤوي قصة لم تولد أبدا ,,,وفي النّهاية كانت كذبة

من /مدارات ألف باء