أبو جعفر محمد بن محمد بن الحسن الطوسي(18 فبراير 1201 - 26 يونيو 1274)،
المعروف باسم
نصیر الدین الطوسی
عالمفلكي وبيولوجي وكيميائي ورياضياتي وفيلسوف وطبيب وفيزيائي ومتكلّم ومرجع شيعي فارسيكان ينتمي إلى طائفة
الإسماعيلية، وبعد ذلك اعتقد في مذهب
الإثنا عشريةاعتبره العالم والمؤرخ
ابن خلدون أحد أعظم علماء الفرس
حياتهصورة الطوسي على طابع بريدي إيراني أصدر في الذكرى 700 لوفاته
هو محمد بن محمد بن الحسن الطوسي، المشتهر بنصير الدين الطوسي وبالمحقق الطوسي. ولد في
طوس ـ وهي ناحية في منطقة خراسان في شمالي شرق إيران ـ واختلف في سنة ولادته،
ولكن أكثر المؤلفين على أنه ولد سنة 597هـ وكان والده محمد بن الحسن من
الفقهاء والمحدّثين، فتربّى في حجره ونشأ على يده.
الطوسي في قلاع الاسماعليينانتقل نصير الدين من طوس الى
نيسابور وهو في مطلع شبابه طلبا للعلم من كبار علمائها.وفي العشرين من عمره اجتاح
المغول بقيادة
جنكيز خان منطقة
خرسان واخذوا بتدمير مدنها الواحدة تلو الاخرى وقتلوا فيها من قتل وفر منهم من
فر.حتى ساد القتل والخراب واصبح الناس هائمين على وجوههم لا يعرفون اين
المفر.لكن قلاع
الاسماعيليين كانت صامدة في وجه المغول.
أضطر الطوسي للجوء الى قلاع الاسماعليين المحصنة للنجاة من بطش المغول.وكان
هذا اللجوء بعد الدعوة التي قدمها ناصر الدين عبد الرحيم بن أبي منصور
حاكم قهستان والوالي على قلاع الاسماعليين الذي كان مهتما بالعلماء
والفلاسفةثم
طلبه علاء الدين محمد زعيم الإسماعيليين من واليه ناصر الدين فذهب به اليه
في قلعة ألَمُوت ، فاستبقاه علاء الدين عنده حتى توفي ، ثم استبقاه ابنه
الأكبر ركن الدين خورشاه.كان الطوسي الوزير المطلق لدى الإسماعيليين وأنه
بلغ عندهم رتبة أطلقوا فيها عليه لقب أستاذ الكائنات.ويذكر بعض المؤرخين
انه ذهب مرغما بعد ان تم اختطافه من قبل الاسماعليين واقتادوه الى "قلعة
الموت" (احدى قلاع الاسماعليين) وقضى تلك الفترة سجينا هناك.
كان الغزو المغولي الثاني بقيادة
هولاكو حفيد جنكيز وكان هذا الغزو اكثر ضرواة من الغزو الاول فحتى قلاع الاسماعليين كانت عاجزة عن صد هذا الغزو.
فأرسل هولاكو إلى ركن الدين خورشاه يطلب اليه الاستسلام.وبعد ارسال عده
سفراء من جانب الاسماعيليين طلب هولاكو مجيئ ركن الدين بنفسه
للتفاوض.فاستشار ركن الدين خاصته وأركان دولته فأشاروا بالتسليم ليقينهم
بان المقاومة ميؤوس من نتيجتها، فمضى ركن الدين وبصحبته أولاده ونصير الدين
الطوسي والوزير مؤيد الدين والطبيبان موفق الدولة ورئيس الدولة ونزلوا من
قلعة ألموت مخلفين دارهم التي عمروها مائة وسبعا وسبعين سنة، وكان نزول ركن
الدين من القلعة وذهابه إلى هولاكو ايذانا بانتهاء دولة الإسماعيليين في
إيران.
فغدر هولاكو بهم فقتل ركن الدين ومن معه واستثنى من ذلك الطوسي والطبيبين
موفق الدولة ورئيس الدولة، إذ أنه كان عارفا بمكانة الطوسي العلمية
والفكرية، وعارفا كذلك بمكانة الطبيبين
الطوسي وهولاكوكان المغول اكبر خطر يهدد
الحضارة الاسلامية فكانت الامة الاسلامية في ذاك الوقت تعاني من الانقسام والانحلال وكانت
الخلافة العباسية في بغداد ضعيفة جدا بسبب الإنقاسامات على السلطة والفساد. اصبح الطوسي في
قبضة هولاكو الذي لم يكن يهتم لا بلفسفة ولا بالرياضيات التي كان يجيدها
الطوسي وانما كان مولعا بعلم التنجيم والذين كان يجيده الطوسي باعتباره من
كبار علماء
الفلك.كما ان الطوسي كان من كبار الاطباء الذي يحتاجهم اي جيش يغزو بلدان غريبة لا يعرف انواع الامراض والاوبئة التي توجد فيها.
فاحتفظ هولاكو بالثلاثة وأمر بضمهم إلى معسكره ووجوب ملازمته اينما ذهب
].
وهناك قصة تروي الحديث الاول الذي دار بين هولاكو ونصير الدين وكان هولاكو
قد سمع بالمكانة العلمية للاخير في علم الفلك فيقول :أنت تطلع إلى السماء؟
فقال له: لا ، فقال: ينزل عليك ملك يخبرك؟ فقال له : لا، فقال له : هولاكو،
فمن أين تعرف؟ قال نصير الدين: بالحساب، فقال: تكذب، أرني من معرفتك ما
أصدقك به، وكان هولاكو جاهلا قليل المعرفة فقال له نصير الدين: في الليلة
الفلانية في الوقت الفلاني يخسف
القمر.
قال هولاكو: احبسوه إن صدق أطلقناه وأحسنا إليه، وإن كذب قتلناه فحبس
إلى الليلة المذكورة، فخسف القمر خسفا بالغا فاتفق أن هولاكو تلك الليلة
غلب عليه السكر فنام ولم يجسر أحد على انتباهه. فقيل لنصير الدين ذلك فقال:
إن لم ير القمر بعينيه وإلا فأغدو مقتولا لا محالة، وفكر ساعة ثم قال
للمغول: دقوا على الطاسات وإلا يذهب قمركم إلى يوم القيامة، فشرع كل واحد
يدق على طاسة، فعظمت الغوغاء ، فانتبه هولاكو بهذه الحيلة ورأى القمر قد
خسف فصدقه لاوآمن به، وكان ذلك سببا لاتصاله بهولاكو.
في عام (656هـ = 1258م) غزا
هولاكو بغداد مركز الخلافة العباسية وتمكن من احتلالها وقتل الخليفة العباسي وأحرقت
الالاف الكتب وقتل عشرات الالاف من سكانها وفر من استطاع الفرار حتى خلت
بغداد من السكان وتمكن الطوسي من انقاذ بعض العلماء مثل
ابن الفوطي .وتمكن ان ينتزع من هولاكو أمراً يقضي: بأن يقف عند باب الحلبة ويؤمِّن
للناس الخروج من هذا الباب، فأخذ الناس يخرجون جماعات كثيرة.كما استطاع ان
ينقذ عشرات الالاف من الكتب النفيسة والاثار العلمية
تمكن الطوسي بذكائه الفذ ان يتقرب من هولاكو وان يؤثر فيمن حوله وتمكن
من اقناع هولاكو ببناء مرصد فلكي كبير وبالفعل في عام 657هـ/1259م قام
بأنشاء المرصد الفلكي في مدينة
مراغة وجعل منه أول أكاديمية علمية بالمعنى الحديث.حيث جمع فيها اكثر من 400 الف مجلد
[13] تحوي على نفائس الكتب في مختلف العلوم وعلى العديد من الكتب التي انقذت من الدمار في بغداد.كما جمع فيه عدد كبير من العلماء مثل
ابن الفوطي و
محيى الدين المغربي وغيرهم كثير.
شعرهكان الطوسي ينظم
الشعر في اللغتين
العربية والفارسية ومن شعره العربي في حب
الامام علي:
لو أنّ عبداً أتى بالصالحاتِ غداً ** وودّ كلّ نبيٍّ مرسلٍ وولي
وصام ما صام صوّاماً بلا ضجر ** وقام ما قام قوّاماً بلا ملل
وحجّ ما حجّ من فرضٍ ومن سنن ** وطاف بالبيت حافٍ غير منتعل
وطار في الجوّ لا يأوي إلى أحدٍ ** وغاص في البحر مأموناً من البلل
يكسو اليتامى من الديباج كلّهم ** ويُطعم الجائعين البرّ بالعسل
وعاش في الناس آلافاً مؤلّفةً ** عارٍ من الذنب معصوماً من الزلل
ما كان في الحشر عند الله مُنتفعاً ** إلّا بحبّ أمير المؤمنين علي
كتاب
الرسالة الإسطرلابية لنصير الدين الطوسي
أعمالهكتب نصير الدين في المثلثات، والفلك، والجبر، والهندسة، والحساب،
والتقاويم، والطب، والجغرافية، والمنطق، والأخلاق، والموسيقي، وغيرها من
المواضيع. كما ترجم بعض كتب اليونان وعلق على مواضيعها شارحاً ومنتقداً.
ومن أشهر مؤلفاته :
"كتاب شكل القطاع"، وهو أول مؤلف فرق بين حساب المثلثات وعلم الفلك. يقول عنه
كارادي فو :
"وهو مؤلف من الصنف الممتاز في علم المثلثات الكروية". ترجم إلى اللاتينية
والفرنسية والإنجليزية، وظل الأوربيون يعتمدون عليه لعدة قرون.
"التذكرة النصيرية"، وهو كتاب عام لعلم الفلك. أوضح فيه كثيراً من
النظريات الفلكية، وفيه انتقد "كتاب المجسطي" لبطليموس. ويعترف "سارطون"
بأن هذا الانتقاد يدل على عبقرية الطوسي وطول باعه في الفلك.
"تجريد العقائد" "تجريد المنطق" ="التذكرة في علم الهيئة" شرح التذكِرة -
التعليقات كتبها عبد العلي, البرجندي, ومن نظّام نيسابوري. "زيج الإيلخاني"
يشتمل على حسابات أرصاده التي قام بها خلال اثنتي عشرة سنة ؛ "كتاب قواعد
الهندسة" ؛ "كتاب في الجبر والمقابلة" ؛ "كتاب ظاهرات الفلك" ؛ "كتاب تحرير
المناظر" في البصريات. وقد كتب نصير الدين مصنفاته بالعربية والفارسية،
وترجمت إلى اللاتينية وغيرها من اللغات الأوربية في العصور الوسطى، كما تم
طبع العديد منها.
تحقيقاتهرسم الطوسي حول
مزدوجة الطوسي الفلككان المفهوم السائد في الوقت الذي عاش فيه نصير الدين الطوسي هو مفهموم
مركزية الارض -اي ان الارض هي مركز الكون-أنتقد الطوسي هذا النظام وحاول ايجاد بدائل له وحل
الاكوانت.
تمكن الطوسي من ابداع طريقة رياضية عرفت فيما بعد
بمزدوجة الطوسي نقضت نظرية
أرسطو والتي كانت تنص على ان الحركة اما خطية واما دائرية حيث أثبت الطوسي بانه
من الممكن ان تنتج حركة خطية من حركتان دائريتان.وأستعمل هذه التقنية لحل
أشكالية
النظام البطلمي الاكوانت للعديد من الكواكب
[14].لكنه لم يستطع ايجاد تفسير لحركة
عطارد, والتي حلت لاحقا من قبل
ابن الشاطر بالاعتماد على مزدوجة الطوسي. ويعتقد العديد من العلماء بان مزدوجة الطوسي وجدت طريقها
لمكتبة الفاتيكان بعد سقوط
القسطنطينية عام 1453م لتصل الى
نيكولاس كوبرنيكوس الذي اعتمد عليها في نظريته الشهيرة
مركزية الشمس والتي غيرت علم الفلك جذريا وانهت الاعتقاد السائد بان
الارض هي مركز
الكون[15].
تمكن الطوسي ايضا ومن خلال ملاحضاته في
مرصد مراغة والذي كان افضل المراصد في ذاك الوقت, أن يضع الجدول الادق لحركة
الكواكب في ذاك الوقت في كتابه الزيج الأخليني وأستغرق في ذلك 12 سنة. حيث يحتوي
هذا الكتاب على جدول فلكي لحساب مواقع الكواكب وأسماء النجوم وقد أستخدم
بشكل واسع حتى اكتشاف نظام
مركزية الشمس لنيكولاس كوبرنيكوس. كما استطاع تحديد معدل الانحراف السنوي لمحور الارض وهي 51 درجة\سنة, وهي قريبة من الدرجة المكتشفة حديثا وهي 50.2
[16].
تمكن الطوسي ايضا من يضع وصفا دقيقا
لمجرة درب التبانة حيث قال في كتابه التذكرة ان درب التبانة مخلوقة من عدد هائل
النجوم الصغيرة المتقاربة, ولشدة صغرها وتركيزها تبدو كرقع غيمية لذلك تكون قريبة من لون الحليب
[17]، وهذا ما تم اكتشافه بعد ثلاث قرون عندما استعمل
جاليليو التلسكوب ليكتشف بان المجرة مكونة من عدد هائل من النجوم الخافتة
[18].
البيولوجيا (أو علم الأحياء) الكيمياء والفيزياءفي
الكيمياء والفيزياء، أبدع الطوسي صيغة
لقانون بقاء المادة حيث كتب أن
مادة ما هي قابلة للتحول ولكنها غير قابلة للاختفاء.وبالتالي قد سبق اكتشاف الاوربيين للقانون ب 500 عام
[19].
الفقهألف الطوسي كتاب
تجريد الكلام في تحرير عقائد الإسلام ويتضمن بين فصوله الستة أثبات وجود
الله وأثبات صفاته وأثبات أفعاله ثم اثبات نبوة الانبياء ومعصوميتهم من الخطأ وأثبات نبوة
محمد ثم أثبات الأمامة ومعصومية الأمام من الخطأ وأثبات امامة
علي بن ابي طالب وأثبات المعاد ووجود
الجنة والنار، ولا زال يدرس هذا الكتاب في
المدارس الشيعية[20].
| تصنيف مخزون بالعجائب، وتأليف مشحون بالغرائب، فهو وإن كان صغير الحجم، وجيز النظم، لكنّه كثير العلم، عظيم الاسم، جليل البيان، رفيع المكان، حسن النظام، مقبول الأئمّة العظام، لم يظفر بمثله علماء الأعصار، ولم يأت بمثله الفضلاء في القرون والأدوار، مشتمل على إشارات إلى مطالبَ هي الأمّهات مشحون بتنبيهات على مباحث هي المهمات، مملوء بجواهر كلّها كالفصوص، ومحتوٍ على كلمات يجزي أكثرها مجرى النصوص، متضمن لبيانات معجزة، في عبارات موجزة |
|
—علاء الدين القوشجي[21]
|
المنطقكتاب شرح الإشارات
الرياضياتكان الطوسي هو أول من كتب في علم المثلثات بمعزل تام عن علم الفلك.حيث جعل علم المثلثات فرعا مستقلا في الرياضيات البحته.
cوالطوسي هو أول من استعمل الحالات الست للمثلث الكروي القائم الزاوية.
وهو الذي صاغ
قانون الجيب للمثلثات المسطحة
[22]:
ضريح الطوسي في
الكاظميةوهو الواضع لقانون الجيب للمثلثات الكروية.ومكتشف
قانون الظل .واثبت البراهين لكلا القانونين
تأثيراتهتوفي الطوسي في بغداد
يوم الغدير سنة 672هـ، ودفن في الكاظمية.