كوديا .... الرئيس الثاني عشرد.محمد العبيدي هو
الرئيس الثاني عشر من سلالة لجش ، الثانية حكم ارض النهرين من ( 2144 -
2124 ) . له تماثيل عديدة من حجر الديوريت ، والتي وجدتها البعثة الفرنسية
المنقبة ، في منطقة تلو بالقرب من مدينة الناصرية ،وموجودة الآن معظمها في
متحف اللوفر في فرنسا ، أما في العراق هناك تمثال واحد لاغيره شاهدناه قبل
أحداث الرافدين في 2003 .
كوديا : كان محبا للعمران
والآداب والفنون وقد شيد الكثير من المعابد ، ونصب العديد من التماثيل ووسع
التجارة إلى البحرين وجنوب الجزيرة العربية .
له نصوص
تاريخية وأدبية ودينية هامة ، هي التي أنارت لنا الطريق لمعرفة تاريخ
الرافدين في فتراته المظلمة ، وبعده خلفه ابنه ( أور ننجر سو ) مقتبس:
كنوز المتحف د . فرج بصمه جي
لو نظرنا إلى فلسفة
التاريخ ، من خلال الدراسة التحليلية وفق مفاهيم فنية نتطرق إلى العلاقات ،
التي تشكلها الوظيفة الأيدلوجية للرئيس وماهي المفردات التي حركت أفعاله
والتي من ورائها جاء التعامل المؤسس مع شعبه . هل هي من خلال الأعمار ؟
أم من خلال حبه للفنون ؟ أم الآداب ؟ ....
الدكتور العزيز
: عامر عبد زيد حلل إشكالية فلسفة التاريخ بتقسيم معرفي أغنى به فكر
الحقبة التاريخية التي تنتمي إليها دول بلاد الرافدين ،
•1- وحدة الإشكالية
•2- تاريخية الفكر
وقدم بعدها فروض لآلية التفكير التي نشأت داخلها ( فلسفة التاريخ )
لان هذه الآلية هي التي أسهمت في تشكيل عناصر متعددة وعلى رأسها أسلوب الممارسة النظرية .
والرئيس
كوديا ، عمل في منظومة من علاقات تتناسق مع شبكة عمليات سمحت للرئيس أن
يستنتج انه لامجال الافي خدمة شعبه ، ولابد من عقد علاقات مماثلة يبين فيها
أن يزيل كل من عنده اتجاه الآخر ، هذا لم يكن له مشكل سياسي فلا بد من أن
تكون هناك استقرار للذهنيات والمواقف الأساسي اتجاه شعبه .
قسم
الأمر السياسي عنده إلى وحدات كبرى بعيدا عن الأمور الصغيرة ، وعمل على
الترابط فيما بينها هذه الأمور كانت تعمل عند الرئيس قبل آلاف السنين
تفكير معمول ضمن فرضيات ، أدت إلى التطور المعرفي ، التي جاء من اجلها
الرئيس وكانت أدبياته مكتوبة ، لم تعارض التصورات السابقة له ، لأنه درج كل
المفاهيم واستفاد من أخطائها ، لم يكن محاربا طيلة فترة وجوده وإنما
الاهتمام بالعمران وحبه للآداب والفنون كان سائدا في حكمه ، حل الإشكالية
وجعل لها حقل معرفي ذات مضمون انفصل نوعا ما عن إشكالية اللعب في دائرة
المعتقد الديني ، والذي كان الفن خاضع لعامل المعبد كونه اثبت مفهوميه هذا
الأمر ، وأسس واحدة من أهم العوامل الثقافية . ولذلك كان لانتشار تماثيله
أمر في غاية الأهمية ، وبلباس الحكم الذي يعطي صفة الخشوع لوجود سلطة الحكم
، الذي شكل من وراءها سياسة بلده .
قلبه للجمال كرس نجواه
وللون والشذى والنقاء
ليطيق الأذى ويحلم بالكون
طهورا مضوا الانداء
نازك الملائكة
ولنذهب
إلى اللوفر ونفتح قلبك ، أيها الرئيس ونستقدمك إلى المعاصرة إلى ذائقتيها
ونقيم حوارا بين الثقافات ، ولاسيما نحن في صراع مع الحضارات ولكن الأساليب
الفنية عبر تاريخ الرافدين كفيل في أن يحطم ، كل الاسيجة الكونكريتية
ونخرجك من لوفرك إلى النور ، ولا تبقى مقيدا لأنك علمتنا ضمن تجاربك وخبرتك
أوسع المعارف والثقافات والفنون ، لذلك يرى الكاتب لابد من وضع الأمور في
نصابها الصحيح في الفن والثقافة والآداب ، ولاندع حكمها انطلاقة فكر معاصر
تهيمن عليه عوامل وأسس العولمة .
هذا الرئيس وتمثاله وقع
الآن في دائرة الرؤية وهل لباسه نظيف لم تأكله الأتربة هناك ، لأقول لك قم
وانهض ولا تبقى هناك تهيمن عليك أفكار لم تؤمن بها ،تماثيل كوديا تعطيك
مغزى دلالي من التماثيل الأخرى ، تراه شعلة من تكثيف الأفكار بخطاب معلن
وبلاغة تكوين أدائية قل نظيرها في الفنون القديمة ، والفنان النحات الرافد
يني اكسبها فعل أسطوري ليعطيها نوع من المهابة ، ومن ثم لم تكن مثقلة
بالرموز وإنما رشقها بترتيب معين حتى الخامة المستعملة ثقيلة ومن منشأ نادر
ماتصنع بها التماثيل ، هذه كانت ربما مجازاة الفنان للرئيس الذي أحب الفن
والآداب والعلوم ، ودعم الأفكار التي تعمل بهكذا اتجاه . الأمر الثاني هو
الجلوس والكتابات الموجودة التي ارتكزت بأمر هام ، هو الوجود الواقعي
لعملية التشكيل التي تبدو لي كما هي ولم يتغير منها شيء من ذلك الزمان ،
وإبداع التعبير مستقدم هو الآخر من أمره الواقعي ، لان مجموعة الأفكار
موجودة حتى في طريقة الجلوس الرائعة التي الفت ودخلت جوهر العمل النحتي دون
استئذان من البصيرة .
أما الأخير من تحليلي المتواضع ، لا
أريد أن نبرز كوديا رئيسا يحل تعقيدات الشكل الفني وما نراه في الفكر
المعاصر ، ولكن هذا العمل هو كفيل بان يكون احد حلول إشكاليات التقبل
والاستقبال والتلقي والاستجابة الجمالية في أي زمان وأي مكان ، مادام نعت
بصفة الرئيس وليس الملك .
د. محمد العبيدي