للنيل عادات وإني راحلُ
امشي سريعاً في بلاد تسرق الأسماء مني
قد جئت من حلبٍ.وإني لا أعودُ إلى العراق
سقط الشمال. فلا أُلاقي غير هذا الدربِ
يسحبني الى نفسي ومصر
كم إندفعت إلى الصهيل
فلم أجد فرسا وفرساناً
وأسلمني الرحيل إلى الرحيل
ولا أرى بلداً هناك
ولا أرى أحدا هناك
الأرض أصغر من مرور الرمح
في خصر نحيل
والأرض أكبر من خيام الأنبياء
ولا أرى بلدا ورائي ولا أرى أحدا أمامي
هذا زحام قاحل والخطو قبل الدرب
لكنَّ المدى يتطاولُ
للنيل عادات وإني راحلُ

وطني قصدتي الجديده
أمشي إلى نفسي فتطردني من الفسطاط
كم ألجُ المرايا. كم أُكسرها فتكسرني
أرى فيما أرى دولاً توزع كالهدايا
وأرى السبايا في حروب السبي
تفترس السبايا
وأرى إنعطاف الأنعطاف أرى الضفاف
ولا أرى نهرا فأجري
وطني قصدتي الجديده
كيف أدري أن صدري ليس قبري
كيف أدري ان أضلاعي سياج الأرض
أو شجر الفضاء وقد تدلى
كيف أدري أن هذا الليل قد يدمي
فأرمي القلب من سأمي
إلى عسس الأمير
وقد تساوى الحبل والمحكوم
هل وطني قصدتي الجديدة؟
هيت لك ما أجملك
الليل ليلي وهذا القلب لك
لا الحب ناداني ولا الصفصاف أغراني
بهذا النيل كي أغفو
ولا جسد من الأبنوس مزقني شظايا
أمشي إلى نفسي فتطردني من الفسطاط
كم ألج المرايا كم أُكسرها فتكسرني
أرى دولاً توزع كالهدايا
والنهر لا يمشي إليَّ فلا أراه
والحقل لا يضنو الفراش على يديَّ
فلا أراه
لا مصر في مصر التي أمشي إلى أسرارها
فأراى الفراغ
وكلما صافحتها شقت يدينا بابلُ
في مصر كافور وفيَّ زلازلُ
للنيل عادات و اني راحل.


منقول